للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:-

"حق المسلم على المسلم ستٌّ" قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: "إذا لقيته فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجبْه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فسمِّتْه (١)، وإذا مرض فعده. وإذا مات فاتبعه" (٢).

وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من نفَّس عن مؤمن كرْبة من كُرَب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه" (٣).

وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إياكم والظن! فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسَّسوا، ولا تجسَّسوا ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا ... المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ههنا -ويشير إلى صدره- بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وعرضه وماله" (٤) ...

[(أ) الحقوق العامة]

وضع ديننا الحنيف نظامًا محكمًا للتعامل بين أبناء الإسلام، بحيث يثمر مزيدًا من الترابط والتآلف، ويجعل أهل الإسلام نسيجًا واحدًا، ونحن نفتقد في هذه الأيام التطبيق العملي لهذه الآداب، الأمر الذي أدى بدوره إلى اضطراب كثير من الأمور في


(١) تسميت العاطس -ويقال: تشميت- أن تقول له: يرحمك الله!
(٢) أخرجه مسلم فى صحيحه، كتاب السلام، باب من حق المسلم للمسلم رد السلام (٢١٦٢).
(٣) جزء من حديث أخرجه مسلم فى صحيحه، كتاب الذكر والدعاء، باب فضل الاجتماع على الدعاء والذكر (٢٦٩٩).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ}.

<<  <   >  >>