وهذا يعنى أن الأئمة إذا اختلفوا في مسألة، فماذا كان قصد كل واحد منهم؟ لا شك أن قصدهم إصابة الحق، فكلهم يبغي رضا الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.
وهذا يكون في المسائل الاجتهادية التي يسوغ فيها الاختلاف، لكن هذا لا يكون في مسائل العقيدة التي لا تقبل الخلاف.
فمثل هذه المسائل الخلافية يسعنا فيها الخلاف - اليوم - أما ما اتفقت فيه كلمتهم فلا يسوغ لنا الخلاف فيها.
(٥) التعصب للأشخاص والآراء.
التعصب مذموم وحرام إلا أن يكون ذلك لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إذ كلٌ يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -.
فلا يجوز أن تتعصب مطلقاً وعلى طول الخط لشخص من الأشخاص أو لرأى جماعة من الجماعات إلا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فالحق معهم أما غيرهم فلا.
قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: من كان متأسياً فليتأس بمن قد مات، فإنَّ الحي لا تؤمن عليه الفتنة.
فهؤلاء صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا أبر هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً قال الله تعالى:" رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْه "[التوبة ١٠٠]
هؤلاء صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا يجوز التعصب مطلقاً لشخص غير شخص النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا لجماعة غير صحابته رضوان الله عليهم.
إن مبدأ الهدى فتح عين البصيرة في أقوال من يُساء الظن بهم، ومن يحسن الظن