للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يسدد الله أخاهم، فيدعون له أن يرزقه الله الفصاحة، ويفتح عليه، ويهدى به وهكذا.

لكنَّك تجد من الإخوة في المقابل محترفي اصطياد الأخطاء، هذا صوفي ... وهذا أشعرى .. وهذا يحدث بأحاديث ضعيفة ... وهذا يخبط خبط عشواء.

أخيَّ ... هلا نظرت إلى نفسك، إذا كان الإمام يخطئ لو كان وراءه مأموم لم يحسن الوضوء، فيلبس القرآن على الإمام، فكيف بمن لم يحسن الاستماع، لابد أنه سيلبس على المتكلم، نسأل الله لنا ولكم العافية من أمراض القلوب والأبدان.

قال الإمام أبو حازم الأعرج: " لقد رأيتنا في مجلس زيد بن أسلم أربعين فقيها أوفي خصلة فينا التواصي بما في أيدينا، وما رأيت في مجلسه متماريين ولا متنازعين في حديث لا ينفعنا ".

فالتماري والجدال الأخرق يكون فيما لا ينفع، أما ما ينفعك في دينك وآخرتك فيدخل من باب النصيحة لله ولرسوله ولعامة المسلمين.

(٦) القطيعة والتحامل القلبي.

الأصل في علاقة المسلم مع أخيه المسلم العفو والتسامح؛ لأنَّ الله تعالى الذي يعبدونه يتصف بصفات الكمال التي منها العفو والكرم. اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.

قال تعالى: " إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا " [النساء / ١٤٩].

وقال تعالى: " وَأَنْ تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلْتَقْوَى وَلَاْ تَنْسَواْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ " [البقرة/٢٣٧] ....

فما دمت تعفو فالجزاء من جنس العمل، فإن الله سيعفو عنك، نسأل الله تعالى أن يعفو عنا، فالعفو من حقوق أخيك عليك، فإنَّ أخاك ليس بمعصوم عن الخطأ، فلابد له من هنات وسقطات، ومع القرب تبدو هذه السقطات، ولو

<<  <   >  >>