فالحسود يسئ الظن بالله، ويسئ الأدب مع الله، وتراه متسخطاً لا يرى نعمة الله عليه، ولا يزري نفسه على ما خبت، بل غاية شغله النظر لنعم الله على عباده، ولذلك يفسد قلبه ودينه، ويقع في المهالك
اللهم سلم سلم.
والحسد يظهر في الأقوال والتصرفات، فإذا رأى أخوك أنك تحسده فإنه ينقطع عنك، ويبتعد وتسوء بينكما العلاقة فتنتهي الأخوة، وعلاج ذلك أن ترضى بما قسم الله لك، ولا تتطلع إلى ما في أيدي الناس، وأن تسأل الله من فضله، وأن تحب الخير للمسلمين.
(٥) المماراة والمنافسة.
من أشد الأسباب لإثارة نار الحقد بين الإخوان المماراة والمنافسة، وهذا بداية التقاطع؛ لأن التقاطع يقع أولاً بالأقوال ثم بالأبدان.
كان أبو أيوب اليقظان ميمون بن مهران الحكيم إمامَ أهل الجزيرة، وكان حميد السيرة، سديد السريرة، وعمل كاتبا لعمر بن عبد العزيز قال عنه ابنه: إنَّ أبى لم يبلغ ما بلغ إلا أنه يكره أن يعصى الله.
قيل له: يا أبا أيوب .. مالك لا تفارق أخا لك عن قلى.
قال: إني لا أماريه ولا أشاريه، وما بلغني عن أخ لي مكروه قط إلا كان إسقاط المكروه عنه أحب إليَّ من تحقيقه عليه، فإن قال:" لم أقل " أحب إلىَّ من ثمانية تشهد عليه.
إخوتاه ..
لماذا لا نتعامل بهذه النفسية؟ خاصة وأنَّ الفتن تتلاحق بنا في هذه الأيام، لماذا يكون من بعض الإخوة من يذهب للدعاة والشيوخ ويفسد ذات البين يقول له: استمع