للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والبخل، وأى داء أدوأ من البخل.

فالمقصود ـ إخوتاه ـ أنَّ مثل هذا يوغر الصدور، فلابد من تعاون وتآلف، فعود نفسك البذل، ولا أطالبك بأن تنتظر المقابل فذلك دليل فساد النية، ولكن أطالبك يا من تعطى فتمنع، وتأخذ ولا تنفق أن تتقى الله في إخوانك فإني أخشى أن يهلكك العجب والأثرة، وتتمكن منك هذه الأمراض القذرة مثل الشح والبخل وسوء الخلق.

قال تعالى: "وَإِذَاْ حُيْيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ الْلَهَ كَاْنَ عَلَي كُلْ شَيْءٍ حَسِيبًا " [النساء/٨٦].

وقال تعالى: "إِنَّ اللَهَ لَاْ يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا الَّذِيْن يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بالبُخْلِ " [النساء/٣٦ - ٣٧]

فإذا وجدت إخوانك يشكون هذا الصنيع فيك، فقل في نفسك: أخي مرآة عيوبي، واذهب في الحال وشاركهم في أي عمل، وجد من نفسك ومالك، وعامل الناس أفضل مما تحب أن يعاملوك به ........................

[(٩) معرفة الحقوق ونسيان الواجبات (الأنانية والأثرة) .....]

كثيرٌ من الأخوة يشتكون من هذا السمت السيئ في بعض إخوانهم، فتجد الأخ يعرف ماله جيدا ويطالب أخاه أن يصنع كذا وكذا بموجب ماله من حق عليه، وينسى ويتغافل عن حقوق أخيه والواجبات التي عليه تجاه الآخرين.

وهذه الأثرة آفة الإنسان وغول فضائله، إذا سيطرت نزعتها على المرء محقت خيره ونمت شره، وحاصرته في كل صنائعه، وجعلته محصورا في نطاق ضيق خسيس، ولا يعرف فيه غير شخصه، ولا يشعر بفرح أو حزن إلا لما يحسه من خير أو شر لنفسه.

هذا الصنف من الناس وقع في عبودية الذات، ولا يحصل منه الخير أبدا، يعامل الناس في حدود ما يصل إليه عن طريقهم، لا يعرف إلا تحقيق آماله هو ولو على

<<  <   >  >>