للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من تواصل وتلاقٍ وتزاور.

كان الإمام أحمد إذا بلغه عن شخص صلاحاً أو زهداً أو قياماً بالحق أو اتباعاً للأمر سأل عنه، وأحب أن يجري بينه وبينه معرفة، وأحب أن يعرف أحواله، وينطلق ليزوره، ولو بينهما مسافات شاسعة ثم يديم السؤال عليه.

وهكذا ـ أخي ـ كن على تعارف بالصالحين، وتلاق بأهل الإيمان، أدم السؤال على أهل الصلاح، فهؤلاء قد يشفعون لك.

أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعة

المؤمن يشفع في أخيه، وهذه من أعظم ثمرات الأخوة، ومعرفة الصالحين المتقين ترقق القلوب.

إخوتاه ..

[آداب الزيارة]

وللزيارة في الله آداب، منها:

(١) رفع الكلفة بين الأخوين، فليس يلزم أن تذهب بهدية، وأن يعد لك صاحب البيت طعاما في المقابل، ليس هذا بشرط ولا ينبغي أن يكون.

من المواقف الطريفة التي تذكر في هذا الصدد، أنَّ رجلين ذهبا ليزورا سلمان الفارسي فقدم لهما خبزاً وملحاً، فلما أرادا أن يأكلا قالا: لو كان مع الخبز شيء من الزعتر.

فأخرج سلمان إناءً كان عنده يتوضأ فيه (مطهرته) فرهنها عند البقال، وأتى لهما بشيء من الزعتر فبعد أن أكلا قالا: الحمد لله رضينا بما رزقنا.

قال سلمان: لو رضيتم ما كانت مطهرتي مرهونة عند البقال.

إخوتاه ..

ومن الأدب أيضا أن

(٢) تحسن الضيافة لأخيك، فليس معنى أن تكون غير متكلف، أن تصطنع خلاف الحقيقة، فتكون في سعة وتظهر الضيق، هذا ليس من الجود

<<  <   >  >>