للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام" (١).

عن الزبير بن العوام أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "دبَّ إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أنبئكم بما يثبت ذاكم لكم؟ أفشوا السلام بينكم" (٢).

[(ب) الحقوق الخاصة]

وهى أجلُّ وأعظم وأهم وأكبر؛ لأنها قائمة على استخلاص الصفوة المختارة من إخوة الإيمان وجيل الإسلام.

[(١) حق أخيك في مالك]

المواساة بالمال مع الإخوة على مراتب ثلاث:

الأولى: أن أعلى هذه المراتب هى أن تؤثره على نفسك وتقدم حاجته على حاجتك، وهذه مرتبة الصديقين ومنتهى درجات المتحابين، ولقد قال الله فيهم: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: ٩].

المرتبة الثانية:-

هى أن تترك منزلة نفسك وترضى بمشاركته إياك في مالك، ولقد قال الحسن


(١) متفق عليه أخرجه البخاري (٦٠٦٥) ك الأدب، باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر، ومسلم (٢٥٥٩) ك البر والصلة والآداب، باب تحريم التحاسد والتباغض والتدابر.
(٢) أخرجه الترمذي (٢٥٠١) ط صفة القيامة والرقائق والورع، والإمام أحمد في مسنده (١/ ١٦٥، ١٦٧). وقال الهيثمي في المجمع (٨/ ٣٠):- رواه البزار ولاسناده جيد، وصححه الشيخ الألباني -رحمه الله- في صحيح الجامع (٣٣٦١).

<<  <   >  >>