للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لنصحك وهو يقرأ: {وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.

ثانيهما: أن تتكلم بما يحب أخوك الاستماع إليه، شريطة ألا يجلب ذلك غرورًا لنفسك أو أن ينحرف بك عن جادة الصدق إلى جادة الكذب، ومما يدخل تحت هذا الحق أيضًا ترك المراء والجدل الخبيث.

قال الحسن: إياك ومماراة الرجال! فإنك لن تعدم فكر حكيم أو مفاجأة لئيم. ثالثهما: الدعاء له حيًّا أو ميتًا؛ لأن الدعاء علامة من علامات المحبة التى تدل على الاهتمام بالأخ والغيرة عليه. فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

"إذا دعا الرجل لأخيه في ظهر الغيب قال الملك: ولك مثل ذلك" (١) فلندع لبعضنا في دنيانا هذه، فإن سبق أحدنا أخ إلى ربه فليدع له وليستغفر {وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [آل عمران: ١٧٠].

{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: ١٠].

{قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (١٥٠) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأعراف: ١٥٠ - ١٥١].

[(٤) حق أخيك في قلبك]

وأما حق أخيك في قلبك فتجمعه كلمتان: العفو والوفاء.


(١) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب الدعاء بظهر الغيب (١٥٣٥).

<<  <   >  >>