ما زالت رياض الأخوة تجمعنا، وما زلت أذكرك بأخيك، ما زلت ألتمس لك رفقة إيمانية تعينك على طاعة الله، تجتمع معها لتتذاكر ويعظ بعضكم بعضًا، أراك قد فترت همتك وأنت في أول درب الالتزام، ولعل بعدك عن الحدب الأخوي عن الأجواء الإيمانية من وراء ذلك الفتور، فهلا شمرت ساعد العزم وبحثت لك عن رفيق الإيمان، ولن تعدم وجوده إذا فكرت فيه قبل أن تفكر في نفسك، إذا أخذت بالأسباب التي سقتها إليك، وتباعدت عن النواقض التي بنيتها لك، وصارت الثمرات نصب عينيك لن تعدم هذا الأخ ـ علم الله ـ
إخوتاه ..
أنت كثير بأخيك، كان أيوب السختيانى يقول: إذا بلغني موت أخ من إخواني فكأنَّي سقط عضو منى.
إخوتاه ..
للأخوة لغة خاصة لا يعرفها إلا من عاشها، ولا يفهمها ولا يعلمها إلا من تذوق حلاوة الحب في الله، إن سم الخياط لا يضيق على المتحابين، والدنيا على سعتها لا تسع المتباغضين.