...وسط كل هذا أنتم ـ يا صفوة الخَلْق ـ معاشر الملتزمين ـ مطالبون بتغيير وجه الأرض، وإقامة دولة الإسلام، ولا يتأتى لكم ذلك حتى تقيموا في نفوسكم للإسلام دولة، حتى تكونوا فيما بينكم نموذجاً مصغرًا لهذه الدولة، فيرى العالم بأسره من سمتكم ما يدعوه للحوق بركابكم، فوالله الذي نفسي بيده لئن أقمتم الإسلام فيما بينكم حقًا ليستخلفنكم الله في الأرض، لكن ذلك مرهون بإصلاح أنفسكم، وهذا موعود الله لأهل الإيمان في كل زمان.
إنَّ شروط الاستخلاف والتمكين وحصول الأمن والطمأنينة واضحة جلية، إنَّه تحقيق الإسلام بسلامة المعتقد وعبودية الله وحده، وتزكية النفوس بالعبادة والطاعة ومتابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ثم من وراء ذلك استشعار العزة واليقين بعلو دين الله، فإنَّما الخطب فينا، إذ لو تعاون أهل الإيمان على تحقيق الإسلام أولاً فيما بينهم، وأصلحوا ذوات أنفسهم فليكن الجميع على يقين بأنَّ نصر الله قادم، وأنَّ المستقبل لهذا الدين، والعزة للمسلمين ولو كره الكافرون.
إخوتاه ..
...إنَّ بناء الأمة من جديد يحتاج إلى تضافر الجهود، ولا ينتج هذا إلا عن صفاء السرائر والاجتماع على قلب رجل واحد، فإننا ـ معاشر الملتزمين ـ نحمل العبء