للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المندوبات والمستحبات من الأعمال. " ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ". (١)

فالدين كلٌ واحد، قال تعالى: " يَأيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي الْسِّلْمِ كَافَّةً " (البقرة/ ٢٠٨)

فالمقصود ـ إخوتاه ـ أن نتبصر حقيقة الرفق.

قال - صلى الله عليه وسلم -: " لن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا، وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة " (٢)

إخوتاه

حين آمركم بالتواصي بالرفق في معاملة الناس، وبتحري الرفق في علاقاتكم الأخوية أريدك أن تدرك أن ذلك من مقاصد شريعة الإسلام، فالتيسير أمر مراد، " يُرِيدُ اللَّهَ بِكُم الْيُسْرَ " (البقرة/١٨٥) والتعسير أمر غير مستطاب " وَلَا يُرِيدُ بِكُم الْعُسْرَ" (البقرة/١٨٥)

وهذا لا يعني أن ننحرف لذوي الأفهام السقيمة من المبتدعة وأهل الأهواء حين يظنون أن الرفق يقتضي الوقوع فيما حرم الله بدعوى التيسير، بل كل ما جاءت به شريعة الرحمن فهو لجلب المصالح (سواء كانت معلومة أو خافية عن العبد) ودرء المفاسد، وليس الدين باتباع الهوى.

إخوتاه

أسأل الله لي ولكم السداد، آه لو أنعمنا البصيرة، فانظر كيف ربط رسول الله


(١) ١ أخرجه البخاري (٦٥٠٢) ك الرقاق، باب التواضع.
(٢) أخرجه البخاري (٣٩) ك الإيمان، باب الدين يسر.

<<  <   >  >>