للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

...أي أنَّ الناس يتركون العلم بالسنة فمن قام على نشرها والعلم بها والعمل بها كان له ذلك الجزاء الأوفى، ففي إحياء السنة إماتة للبدعة والعكس صحيح.

إخوتاه ..

...كان للصحوة الإسلامية خلال العقود الماضية دورها الفعّال في إحياء السُّنة وإماتة البدع المحدثات التي كان العالم الإسلامي يذخر بها، وقام رواد الدعوة الإسلامية بدور كبير في هذا المجال، ومن ثمَّ وُجد جيل من الملتزمين بسنة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، المحاربين للبدع والمنكرات فأحيوا السُّنة وأماتوا البدعة.

...ثم خلف من بعدهم خلف ورثوا عنهم هذا ولكن كان حظهم أقل من جيل الرواد، وبدأ خط الرجعة من جديد فأميتت سنن أو صارت من جنس العادات أو الشكليات، فاهتم القوم بالمظهر وضاع منهم الجَوْهر ولهذا أسبابه المعروفة، ولكن الوقفة هنا مع أحد الأسباب الخطيرة في شيوع مثل هذه الظاهرة، أعنى بطبيعة الحال " الأُخُوَّة "، فالقوم لم يعودوا على قلب رجل واحد، بل تفرقوا شيعًا، ودخل في قلوبهم الدخن كلٌ تجاه الآخر، واختلفوا فتناكروا وتنافروا، وبدأ الجيل الصاعد تتفتح عيناه على معارك ومشاحنات فمنهم من تولّى ومنهم من خاض غمار تلك المخاصمات، فصار جل اهتمامه في مسائل ثانوية، وتحت شعار إحياء سنة أميتت سُنن.

...وإذا أردت أمثلة واقعية لذلك، فانظر كيف كان حالك منذ سنوات قليلة وكيف صار الحال الآن؟ أين السُنن والآداب التي كنت تعظمها؟ أين المحافظة على الأذكار؟ أين المحافظة على آداب الطعام والنوم ومعاشرة الناس والكلام واللباس و ... ؟

...سنن كثيرة أحياه جيل الصحوة، ثم ما لبثت أن ضاعت في خضم المشاكل، إنني لا أُسَفِّه من جهود كثير من دعاة الخير لنشر العلم، ولكن فقط أخشى أن نهتم

<<  <   >  >>