للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تلاميذُه رسالة يطلبون منه الرأي في كيفية التصرف معه.

انظر كيف كان رد شيخ الإسلام حتى تتعلم كيف كانت أخلاق هؤلاء الأكابر.

قال لهم: وأول ما أبدأ به من هذا الأصل ما يتعلق بي، فتعلمون ـ رضى الله عنكم - أنِّي لا أحب أن يؤذى أحد من عموم المسلمين فضلاً عن أصحابنا.

(يعلمنا هنا درساً غالياً، إنه يسمى الرجل الذي وشيء به صاحباً، فهو عنده شيخ داعِ إلى الله، فلا يرضى أن يؤذيه أحد، كيف وهو لا يرضى أن يؤذى أحد العامة حتى هؤلاء الذين يقعون في عرضه، فكيف بالعلماء والدعاة).

ثم يقول: لا أحب أن يؤذى أحد من عموم المسلمين بشيء لا باطناً ولا ظاهراً، ولا عندي عتب على أحد منهم، ولا لوم أصلاً، بل لهم عندي من الكرامة والإجلال والمحبة والتعظيم أضعاف أضعاف ما كان كلٌ بحسبه، ولا يخلو أن يكون الرجل إما أن يكون مجتهداً مصيباً، أو مخطئاً أو مذنباً، فالأول مشكور مأجور، والثاني: مع أجره على الاجتهاد فمعفو عنه مغفور له، والثالث: يغفر الله لنا وله ولسائر المسلمين، قال: فنطوي بساط الكلام المخالف لهذا الأصل.

آهٍ .. أي رجل كان شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ يقول: علينا أن نترك الكلام الذي يتعارض مع هذا الرجل كأنْ يقال: فلان قصَّر، فلان ما عمل شيئاً لنصرة الشيخ، فلان أوذي الشيخ بسببه، فلان وراء هذه القضية ونحو هذا من الكلمات التي يُذم فيها بعض الأصحاب والإخوان، فهو لا يسامح من يؤذيهم في هذا الباب، فمثل هذا يعود على قائله بالملام إلا أن يكون له من حسنة ماحية والله يغفر له إن شاء.

هذه الروح الجميلة لو سرت فينا لقامت أمة الإسلام من جديد، فلا تجد ضغينة، ولا تباغض، ولا تعارك.

إخوتاه

اتقوا الله في الدعاة والعلماء، إن شرذمة من الناس تحب أن تشيع الضغائن في

<<  <   >  >>