إن كان أغضبك أنى ضربت وجه راحلته فهذا وجه راحلتى فاضربوها، وأقام أبو ذر بالربذة حتى مات- رضى الله عنه-.
وأمر عمار بن ياسر وعائشة: أخبرنا أبو القاسم عن العقدى عن أبى جعفر عن المدائنى عن الاعمش عن سالم بن أبى الجعد وأخبرنا باسناده عن أبى جعفر قال: قال أبو يعقوب السروى: وأخبرنا غير هؤلاء جعلت أحاديثهم حديثا واحدا قالوا: جعل الناس ينقمون على عثمان ايثاره بنى أمية، وهو يعمل على شاكلته، فكتب عمار والمقداد ومعهما نفر كتابا اليه، يذكرون فيه ما ينقم الناس عليه، فمضى به عمار اليه، وتسلك «١» الباقون، فلما قرأه قال: أنت كتبت هذا؟ قال نعم، ونفر معى. قال من هم؟ قال: لا أخبرك. قال:
اضربوا العبد، فضربه من بحضرته، وقام هو فوطئه حتى فتقه، وكان لا يستمسك بوله فحمل مغشيا عليه، فقالت عائشة: إنك برىء من صاحب هذه الحجرات فقال: من لى بهذه الحميراء؟ انها لمن شر بيت من قريش. فقال طلحة والزبير: كذبت، قال: بل كذبتما، قالا: بل كذبت، قال: بل صدقتما وكذبت فى كلام هذا معناه.
فهذه جملة مما نقم على عثمان- رضى الله عنه- وعذره فى أكثرها واضح، واللائمة عنه ساقطة، الا تراهم رووا ان الذى أخذه من بيت مال المسلمين، ووصل به قرابته انما أخذه ليرد العوض عنه، وليس فى أخذه على هذه الشريطة أثم، وأما ضربه من ضرب، وحرمانه من حرم، فانما كان تأديبا منه لهم، لما كان من اجترائهم عليه، ومراجعتهم إياه، اذ كان فى ذلك خرق هيئته، «٢» والوضع من أبهته، «٣» وأدبهم ليعز سلطان الله فى أرضه.
وأما قولهم: عطلت الحدود، فكيف يقال ذلك؟ وقد حد الوليد ابن