قال مصقلة العبدى: فهم فى ربيعة ونحن منهم: قال: صدقت، قالوا: فمن هؤلاء؟ قال: أما أشد الناس فحكيم بن جبلة، قطعت ساقه فرمى بها الذى قطعها فجندله، «١» ثم جاء اليه وقال:
يا ساق لن تراعى. ... انّ معى ذراعى.
أحمى بها كراعى «٢»
فقتله واتكأ عليه، فقيل، من قاتلك؟ قال: وسادتى.
وأما أسخى الناس: فعبد الله بن سوار، استعمله معاوية على السند، فرحل اليها فى أربعة آلاف لا يوقد مع ناره نار، فرأى ذات يوم نارا فى معسكره، فأنكرها، فقال صاحبها: اعتل بعضنا واشتهى الخبيص، «٣» فاتخذناه له، فأمر الا يطعم الناس الا الخبيص حتى ضجوا، فردهم الى الخبز واللحم.
وأما أسود «٤» الناس وأطوعهم فى قومه: فالجارود بن بشر، قبض رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- فارتدت العرب، ومنعت الصدقات، فقال لقومه ان كان الله قبض رسوله فهو حى لا يموت، فتمسكوا بدينكم، فمن ذهب له شىء فعلى مثلاه، فما خالفه أحد.
وأما أحضر الناس جوابا وأشدهم انتصافا: فصعصعة بن صوحان وفد على معاوية فى وفد العراق. فقال: مرحبا بكم قدمتم البلاد المقدسة، وأرض المحشر والمنشر، والانبياء والرسل، والعلم والحلم، إن أبا سفيان لو ولد الناس جميعا لكانوا حلماء علماء عقلاء.
فقال صعصعة: ليس الناس تقدسهم البلاد ولكن تقدسهم أعمالهم، ولن