فى حومة الموت اذا الموت هفا «١» ... لودّ بعض القوم لو تخلّفا
ليس أخو الإسلام إلّا من وفا فجاء حتى وصل طرف المفازة، «٢» فالتمس دليلا، فجىء برافع بن عمير الطائى، فقال له: لا يسلك هذه المفازة الا مغرور، فقال: لا بد من سلوكها، قال: فمن استطاع أن يصر أذن بعيره على ماء فليفعل، فحملوا ما قدروا عليه من الماء، وساروا حتى فنى ماؤهم، وشارفوا الهلاك.
فقال رافع: اطلبوا شجرة عوسج، «٣» فطلبوا فلم يروا شيئا، وكان رافع قد رمد فلم يقدر على الطلب، فقال: هلكت وهلكتم، اطلبوا، فذهبوا يمينا وشمالا، فوجدوا منها جذما، «٤» فقال: احفروا، فحفروا، فاستطلبوا الماء، فارتووا وحملوا، وارتحل خالد، وطرقوا هنوا «٥» من ليلتهم- وهو ماء لكلب- ووافقهم ناس من بهراء «٦» فانحازوا اليهم، فدخل المسيب بن نجبة بيتا فسمع غناء بن النعمان البهرانى يقول:
الا علّلانى قبل جيش أبى بكر ... لعلّ منايانا قريب ولا ندرى