كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ
«١» .
اقرأ كتاب أمير المؤمنين يا غلام: فقال القارىء: بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عبد الملك أمير المؤمنين الى من بالعراق من المؤمنين والمسلمين، سلام عليكم، فإنى أحمد اليكم الله، فسكتوا فقال الحجاج من فوق المنبر: اسكت يا غلام، فسكت، فقال: يا أهل الشقاق، ويا أهل النفاق ومساوىء الاخلاق.
يسلم عليكم أمير المؤمنين فلا تردون عليه السلام؟ هذا أدب ابن أبيه؟؟ «٢» والله لئن بقيت لكم لاؤدبنكم أدبا سوى أدب ابن أبيه، ولتستقيمن لى أو لاجعلن لكل امرىء منكم فى جسده وفى نفسه شغلا.
اقرأ كتاب أمير المؤمنين يا غلام، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم، فلما بلغ الى موضع السلام صاحوا وعلى أمير المؤمنين السلام ورحمة الله وبركاته، ودخل قصر الامارة، وحجب الناس ثلاثة أيام، وأذن فى اليوم الرابع، فدخل عليه عمير بن ضابى، فقال:- أصلح الله الامير- إنى شيخ كبير وقد خرج اسمى فى هذا البعث، «٣» ولى ابن هو على الحرب والاسفار أقوى وأشجع عند اللقاء، فان رأى الامير ان يجعله مكانى فعل، فقال: انصرف أيها الشيخ راشدا، وابعث ابنك بديلا، فلما ولى، قال له عنبسة بن سعيد بن العاص: أيها الامير! أتعرف هذا؟ قال: لا والله! قال: هو عمير بن ضابى، الذى أراد أبوه ان يفتك بعثمان، فلم يزل محبوسا عنده حتى أصابته الدببلة «٤» فمات. ثم جاء هذا فوطىء أمير المؤمنين عثمان- رضى الله عنه- وهو مقتول. فكسر ضلعا من أضلاعه، وأبوه الذى يقول:
هممت ولم أفعل وكدت وليتنى ... تركت على عثمان تبكى حلائله