الى ابن أمير المؤمنين ومن له ... مشابهة للشمس يتبعها البدر
إذا ما عدمنا الفجر خضنا بوجهه ... دجى الليل حتى يستبين لنا الفجر
ملوك بأسباب النبوة طنبوا ... بيوتهم فاستحكمت مرة شزر
فصاعتهم نور وعصيانهم دجى ... وحبهم دين وبغضهم كفر
حبانا أمير المؤمنين بسائس ... على وجهه سيما الطلاقة والبشر
بمستقبل في ملكه وشبابه ... أناف به العزّ المؤيّد والقدر
عليه حلال الكبرياء وماله ... سوى هيبة يسمو النوال بها كبر
من الجوهر المخبور في السّوم قدره ... يزيد قلوب الناس عجبا به الخبر
كريح الخزامى حركت نشرها الصبا ... تزيدك طيبا كلما زادها النشر
وما امتنعت من عهده نفس مسلم ... بشرق ولا غرب أتاها له ذكر
من الذهب الإبريز صيغ وإنما ... من الطينة البيضاء يستخلص التّبر
لقد نطقت أيامكم بفخاركم ... فأغنتكم عن أن يفوه بها الشعر
وقال يمدح جعفر بن يحيى بن خالد:
لقد ذكّرتنى الدارميّة دورها ... وإن شحطت عنها وبان دثورها
كأنّ رسوم الدار بعد أنيسها ... صحائف رهبان عواف سطورها
ولم أر يوما كان أفظع في الهوى ... من اليوم سارت فيه عيرى وعيرها
غدت بهم ريح الشمال فأنجدوا ... وراحت بنانحو العراق دبورها
وذكرنى العيش الّتي قد تصرمت ... بشاشته أطلال سعدى ودروها
ليالي سعدى لا تزال تزورنى ... على رقبة من أهلها وأزورها
وإذ أنا مثل الغصن ينآد فى الثري ... ويسمو بأغصان يرفّ نضيرها