ويلقى عيون الغانيات بسنّة ... يحار إذا ما واجهته بصيرها
ومازال صرف الدهر يصدع بيننا ... بأمر النوى حتى استمرّ مريرها
ألا ليت أيامى ببرقة معتق ... تعود لياليها لنا وشهورها
وغزلان أنس قد حكت لي عيونها ... عيون المها تحويرها وفتورها
إذا جاذبت أردافها في قيامها ... أعاليها مالت عليه خصورها
رقاق الثنايا مرهفات بطونها ... ومملوءة عجازها ونحورها
أتتك المطايا بعد خمسين ليلة ... تصيب الهدى أعيانها ونحورها
ينازع أعنان السماء صعودها ... إليك وغيطان الهضوم «١» حدورها
وإن واجهت هولا من الليل لفّها ... على جانبيه عزمها وجسورها
وهانت عليه الأرض يوم بعثتها ... اليك ابن يحيى سهلها ووعورها
على كل فتلاء الذراعين زادها ... اذا ما رحلنا كورها وجريرها
يكاد إذا ما حرّك السوط ربّها ... لأمر وإن لم يعنها يستطيرها
فان تسترح من طول إدلاجنا بها ... اليك فقد كانت قليلا فتورها
على ثقة بالمنزل الرحب والغنى ... لديك وأحواض غزار بحورها
لنعم مناخ الراغبين اذا غدت ... شمال يزحي مرّها زمهريرها
وأضحت كأن الريط بيض تقنعت ... به أرضها بطنا بها وظهورها
ونعم مناخ المستجير بجوده ... لفكّ رقاب لم تجد من يجيرها
ونعم المنادى باسمه حين تلتقى ... صدور القنا والحرب تغلى قدورها
به التأم الصدع الشآمى والتقت ... قبائل قد كانت شتانا أمورها
فأطفأ نارا قد علا لمعانها ... فروع البلاد واستطار سعيرها