رأيت ابن يحيى في الأمور اذا التوت ... يشير على الجلّى ولا يستشيرها
غنىّ بفضل الحزم عن راى غيره ... يسدّى الأمور نحوها وينيرها
وقال فى رئيمين من قومه تعاديا:
أشكو الي الله أنّى لا أرى أحدا ... يلم قيسا إذا ما شعبها انصدعا «١»
قد ربّضت بينها الأضغان سادتها ... فأصبحت فرقا في أمرها شيعا
علام تصبح قيس وهى واحدة ... شتىّ ويصبح أمر النّاس مجتمعا؟
في صدر كل امرىء منهم لصاحبه ... حبّ من الضغن لو يسطيع لا طلعا «٢»
ليس الشريف الذى يخشى غوائله ... بنو أبيه اذا ما ليلهم هجعا
الفضل عند الذي يعفو ذنوبهم ... فإن رأى مذهبا فى عصبة رجع
إن عزّ صاحبه ذلت خلائقه ... لغير ذلّ وإن ضاقوا له اتّسعا
وقال لجعفر بن يحيى:
وقد مرّ مختار بعض هذه القصيدة في أخباره خاصة فى المدح، وأذكر مختار النسيب:
أتصبر يا قلب أم تجزع ... فإنّ الدّيار غدا بلقع؟
غدا يتفرّق أهل الهوى ... ويكثر باك ومسترجع
[وتختلف الأرض بالظاعني ... ن وجوها تشد ولا تجمع
وتفنى الطول ويبقى الهوى ... ويصنع ذو الشوق ما يصنع] «٣»
رأيتك تبكي وهم جيرة ... فكيف تكون إذا ودّعوا