وراحت بهم أوغدت أينق ... تخبّ على الأين أو توضع
أتطمع فى العيش بعد الفرا ... ق لبئس لعمرك ما تطمع
ترجى هجوعك من بعدهم ... وأنت من الآن ما تهجع
لعمري لقد قلت يوم الوداع ... وأعلنت قولك لو يسمع
فما عرّجوا حين ناديتهم ... ولا آذنوك ولا ودّعوا
ألا إنّ بالغور لى حاجة ... فما يستقرّ بى المضجع
إذا الليل ألبسني ثوبه ... تقلب فيه فتى موجع
وقال يمدح جعفر بن يحيى، ويسأله أن يشترى له غلاما:
تغيرت المنازل والرّباع ... وقيعان الأراكة والتّلاع
ديار الحىّ مالك بعد سلمى ... تعلّاك اكتئاب واختشاع
أجار بك الزمان ولا امتناع ... لما يجنى الزّمان ولا دفاع
ومالك يا طاول ديار سلمى ... جواب مسلمين ولا استماع
أينصرم الزمان ولم تعودى ... إلى دنياك أيتها البقاع
بها بسط الغيوث منوّرات ... كما نسجت يمانية صناع
إذا نام الخلىّ فلا منام ... يطيف بمقلتيّ ولا اضطجاع
وكان العرب يوصل لي سرورا ... ففرقه تناء وانقطاع
فلما أن رأيت الصّفو كدرا ... وفي العالي من العيش اتضاع
بعثت العيس تسرع بالفيافي ... قوائمها المقومة السراع
إلي ملك يدين المال منه ... سماح لا يطيف به امتناع
له القدم التى سبقت سواه ... إلى العلياء والشرف البقاع