مقدّم كلّ ذى قدم ومجد ... وطال له على الأبواع باع
مجير حين لا يرحى مجير ... ومسطيع لما لا يستصاع
كريم في مواقع راحتيه ... ينال الريّ والشبع الجياع
يحوط ودائع الأسرار منه ... بصدر فيه إن ضاقوا اتساع
إذا التفّت أضالعه عليه ... فليس عليه للأذن اطّلاع
ومضطرب الوشاح لمقلتيه ... علائق ما لوصلتها انقصاع
يعرّض لى بنظرة ذى دلال ... يراع بمقلتيه ولا يراع
لحاظ ليس تحجب عن قلوب ... وأمر فى الذي يهوى «١» مصاع
ووسعى ضيق عنه ومالى ... وضيق الأمر يتبعه اتساع
وتعوبلى على مال ابن يحيى ... إليه حنّ شوقي والنزاع
وثقت بجعفر في كلّ خطب ... فلا هلك يخاف ولا ضياع
ويوم يغمر الأيام فضلا ... لأفواه الحروب به ابتلاع
حلبت به الحلوق دما نجيعا ... بحيث يدرّ للحلب النخاع
نزعت ملابس العين السوافى ... وقد أعيا الملوك لها انتزاع
بسيفك نجعة من كلّ عاص ... وللفقراء من يدك انتجاع
فأرض الشام خصب بعد جدب ... لها من بعد فرقتها اجتماع
وقال يمدحه أيضا:
أرى بارقا نحو الحجاز تطلعا ... تحدّر فى شرقيها وترفعا
أمات وأحيا أنفسا بوميضه ... سقى الله مغناه وإن كان بلقعا