ألا أيها الربع الذى قسم البلى ... بقية مغناه رسوما وأربعا
لئن سلبتك الرّيح فينان عيشة ... لقد كنت منشور الذوائب أرفعا
لقد هلهلتك الريح حتى كأنما ... كستك من الإبهاج ثوبا مضلعا
فنادت بك الأيام أن لست راجعا ... وصاح البلى في جانبيك فأسمعا
ويا حسرة أدّت إلي القلب لوعة ... فلم أستطع للهمّ إذ جاش مدفعا
جبيب دنا حتى إذا ما تطلعت ... إلى قربه الأعناق بان فودّعا
فكان كلمع البرق أومض ضوؤه ... فلاخفا الإلحاظ سار فاسرعا
ولم أر مثلينا غداة فراقنا ... مودّع إلف لم يمت ومودّعا
وما زالت الأيام تدخل بيننا ... وتجذب حبل الوصل حتى تقطعا
سأرتاد للحاجات عبسا شملة ... تغول حبالا عند شدّ وأنسعا
وليس لها من مقصد دون جعفر ... وإن لقيت عذبا رواء ومربعا
هو الغيث من أىّ الوجوه انتجعته ... وجدت جنابا مستصابا ومشرعا
فلا سعة الأموال تبلغ جوده ... ولا ضيقها ينهاه أن يتوسعا
ومازال يتلو والدا بعد والد ... إلى غاية خفاضة من ترفعا
ويتعب في حمل المكارم نفسه ... ولو شاء كان المستريح المورّعا
وما وجد المداح حين تخيروا ... لمدحهم إلا أبا الفضل موضعا
وقال يمدح جعفر بن يحيى:
أسعد فوادا دائم الخفق ... وكفاك ما ألقى من العشق
لا تندبنّ طلول منزلة ... أنحى عليها الدهر بالمحق
ضحكت سليمى عن لمى برد ... متهلل كتهلل البرق