ألّف كتابا سمّاه الأوراق فلم أجد سوى أبى عبد الله محمد بن داود بن الجراح (٢٩٦ هـ) ، قد ألّف كتابا سماه الورقة (٢٤) ويقول د. عبد الوهاب عزام محقق الكتاب ومعه الأستاذ عبد الستار فراج (٢٥) : قيل إن ابن الجراح سمّى كتابه الورقة لأنه؛ التزم فيه أن يترجم لكل شاعر ورقة واحدة، وليس معنى هذا أن التراجم سواء فى طولها، فالكتاب يشهد بغير هذا، بعض التراجم فى النسخة بين أيدينا أربع صفحات وبعضها ثلاث، وبعضها صفحة، وبعضها أقل، وأكثر التراجم نحو صفحتين ... ، لعله أراد أنه: كتاب مختصر، معظم تراجمه لا تزيد على ورقة، وإن كان بعضها أكثر وبعضها أقل، ويؤيد هذا أنه بعث بالكتاب رسالة إلى ابن المنجم. (٢٦)
ولماذا لا يكون ابن الجراح قد رسم أن تكون كل ترجمة فى ورقة لا تتجاوزها وحين استمر فى الكتاب أجبرته المادة التى جمعها أن يتجاوز الورقة؟ الأمر الذى تجنبه الصولى وسمى كتابه الأوراق، الأوراق فى الترجمة الواحدة، الأوراق فى التراجم جميعا؟ احتمال.
ب- وتأتى قيمة كتاب الأوراق فى:
١- أن الصولى شاهد عيان على أحداث وقعت فى القصر، ومواقف حدثت بينه وبين الخليفة الراضى والمتقى والمكتفى والمقتدر، بل بينه وبين أشهر شعراء العصر كالبحترى وابن المعتز.. إلخ، مما يرقى بالكتاب إلى أن يكون وثيقة معتمدة لا ينال الشك منها بسهولة.
٢- أن الصولى يلزم نفسه بأن يقول ما لا يعرف، وأن يدّون فى كتابه من الأخبار غير المتداول عن الخليفة والخلافة، أو عن الشعر