والشعراء، أو عن اللهو والمجالس، أو عن القرارات الحاسمة التى تصدر من قصر الخلافة تمس الدولة وحياة الناس، مما زاد من قيمة الكتاب وجعله مصدرا أساسيا فى موضوعه.
٣- أن الصولى يلتزم الصدق فى الرواية، فليس الصولى الذى يكذب وهو من هو؛ ذو المكانة والأهمية، والاعتداد بالنفس والعلم والأصل لدرجة الغرور، وكسب الأعداء والحساد.
٤- أن الصولى يمثل نبض العصر العباسى بتقلباته السريعة، واستقراره المؤقت، وتعايش المتناقضات فيه، فى حياة الدولة وحياة الفرد.
٥- أن أسلوب الصولى يعتمد على القص والحوار، وتصوير الأبطال، وكشف خفايا النفوس، وتعرية المسئولين من خلفاء إلى أمراء إلى وزراء إلى قوّاد إلى سائر رجال البطانة والقصر، ومعهم النساء والعبيد والجوارى، فالكتاب تصوير عن قرب لما يحدث وراء الكواليس، ورصد للقيم والمبادئ، عاليها وسافلها.
٦- أن منهج الكتاب امتداد للاتجاه الذى بدأه ابن المعتز فى الاحتفاء بصناع الحياة، فى الرئاسة والعلم والفن، فطالما نظر المؤلفون إلى الخلف من امرئ القيس إلى ابن هرمة، وتحدثوا كثيرا عن عمالقة الماضى، فأين الذين يشكلونها الآن، إنه اتجاه مقابل للاتجاه المحافظ:
اتجاه اللغويين والنقاد الذين يتعصبون للقديم، ويزورّون عن الجديد لأسباب أقنعوا بها أنفسهم.