تداعى له الركن الذى كان يرتجى ... وأتبعه المقدار ركنا فضعضعا
كأن المنايا تبتغى عنده لها ... ترات فما ينفك منها مروّعا
أب مشفق برّ وأم حفيّة ... سطت بهما الأيام سطوة أروعا
وفي الدهر أسوات ولكن تقاربت ... لياليهما فاستنفد الصبر أجمعا
تناوب إتيان الجديدين لم يدع ... من الناس إلا آلم القلب موجعا
ومن ذا الذى يبقى على سوق ليلة ... ويوم إذا احتثا مطيته معا؟
وقال يرثى الرشيد:
بقائي على ريب الزمان قليل ... وإنىّ على عزّى به لذليل
رأيت لداتى قد مضوا لسبيلهم ... وإن بقائي بعدهم لقليل
فلا تبخلي بالدمع عنّي فان من ... يضنّ بدمع عن هوى لبخيل
رأيت المنايا تصدع الصخر والصفا ... وتصدع صدر السيف وهو صقيل
كأن لم ترى هارون فى ظلّ ملكه ... تسنمه يوم عليه ثقيل
ومن دونه سمر عجاف صدورها ... يقيل وحيّ الموت حيث تقيل
منازل هارون الخليفة أصبحت ... لهن على شاطى الفرات عويل
منازل أمست فى السياق نفوسها ... سلبن رداء الملك وهو جميل
لبسن حلىّ الملك ثم سلبنها ... فهن ولا حلي لهن عطول
يذكرني هارون آثار ملكه ... وذلك ذكر إن بقيت طويل
إذا ماسطا عز المنايا فانه ... سواء عزيز عنده وذليل
وقال يرثى الرشيد ويمدح الأمين:
امام قام حين مضى إمام ... نظام ليس ينقطع النظام