وكل فتى يوما وإن طال عمره ... سيدعى إلى ما ساءه فيجيب
وقال يرثيه:
لئن أنا لم أدرك من الدمع ثأريا ... ولم أشف قرحا داخلا في فؤاديا
لتخترمنىّ الحادثات وحسرتي ... بأحمد في سوداء قلبي كما هيا
لقد أفسد الدنيا علي فراقه ... وكدر منها كلّ ما كان صافيا
تخلصت الأيام لا درّ درها ... حبال ابن أمي أحمد من حباليا
وباعد ما قد كان بينى وبينه ... من القرب أيام تسوق اللياليا
كأن يمينى يوم فارقت أحمدا ... أخى وشقيقي فارقتها شماليا
وما كانت الأيام بيني وبينه ... ولا فرح اللذات إلّا عواريا
خليليّ لا تستبطئا ما انتظرتما ... فان قريبا كل ما كان آتيا
[ألا تريان الليل يطوي نهاره ... وضوء النهار كيف يطوي الليالى
هما الفتيان المترفان اذا انقضت ... شبيبة يوم عاد آخر ناشيا] «١»
ويمنعني من لذة العيش أنني ... أراك إذا فارقت لهوا ترانيا
وقال فى عيسى بن جعفر:
أنعي فتى كل الفتى ... أنعى أبا موسى الندى
أنعى إلى قمر السما ... ء وشمسها شمس العلى
إن النجوم بكت له ... ولمجده فيمن بكى
وبكى له ما بين من ... خرق الدبور إلى الصبا
أبلى رداء شبابه ... - فى حين جدّته- البلى