[فأصبحا بعد تساميهما ... قد جمعا فى بطن ملحود] «١»
اليوم نخشى عثرات الندى ... وسطوة البخل على الجود
من لم يكن سائله ممسكا ... منه بأذناب المواعيد
وكلّ مفقود عدلنا به ... وإن تغالى غير مفقود
لا خير فى الدنيا وقد أغلقت ... أبوابها دون الفتى المودي
وقال يرثى أخاه:
أأدهن رأسي أو تضاعف كسوتى ... ورأسك معفور وأنت سليب
فأقسم لا أصبو إلي عيش لذة ... وقد ضمّ لحييه عليك قليب
ولا زلت أبكي ما تغنت حمامة ... عليك وما هبت صبا وجنوب
وما حملت عين من الماء قطرة ... وما اخضر في دوح الاراك قضيب
بكائي كثير والدموع قليلة ... وأنت بعيد والمزار قريب
فلا يفرح الباقي خلاف الذي مضى ... فكلّ فتى للموت فيه نصيب
أخ كان منّي في حمى لا يحله ... سواه ولا يفضي اليه غريب
تعجب سلمى من مشيب ذؤابتى ... وعمر أبيها إنه لعجيب
ومثل الذي لو تعلمين أصابنى ... به الدهر يبلي رمتي ويشيب
رزئت أخا لا ينتجي القوم دونه ... إذا ضمهم يوم أصمّ عصيب
أبعد أخي يصفولي العيش إننى ... إذا لمضيع للعهود كذوب
نسبيبك من أمسى يناجيك طرفه ... وليس لمن تحت التّراب نسيب
أضيق بأمري حين أذكر أحمدا ... وصدرى بأوراد الامور رحيب
ندبّ وننسى أننا بمضيعة ... وللّيل فينا والنهار دبيب