وما كان في الكتب مستودعا ... كما لم تعان ولم تخبره
سوى علقات تعين الفتى ... إذا وردت جملة تبهره
وإعرابك اللفظ لا تنسه ... فزين عرابك ما تعبره
فخير الكلام الذي تصطفي ... هـ وشر الكلام الذي تهدره
وكن للصّديق وأهل الودا ... د ممن يزينهم محضره
فمن لا يقدمه أصغرا ... هـ يؤخره فى الملا أكبره
ومن كان ذا أدب فالأمو ... ر تصغر عنه ولا تكبره
إذا ما اتاك أخو عذرة ... فكن قبل عذرته تعذره
فإن ما اطلعت على صالح ... فكن أنت أول من يظهره
وكن منه في أمره كلّه ... إلى كلّ مكرمة تبدره
ولا تك ممن إذا دولة ... أتاه الثراء بها تبطره
وبادر بصالح ما ترتجي ... به الفوز من عمل تدخره
بذاك يسود الفتى الأبعدي ... ن ويحسن ذكرا له معشره
فانك في الناس أحدوثة ... فكن منه أفضل ما تؤثره
قال أبو بكر: حدثنا الحسين بن على قال: حدثنى ابى قال: لما استخفى عبد الله بن عليّ خاف أبو القاسم يوسف على نفسه قبل أن يصير إلى باب أبى جعفر المنصور، فورد له كتاب على [يد] صديق له يقول فيه: ما قولك فى رجل خافه «١» السلطان فأجمه الإخوان، وأساء صحبته الزمان، فتفرقته البلدان؟ قال: ثم علم أنه لا وزر له يحرزه من أبى جعفر. قال فصرت الى اصحابنا في الديوان، فكنت أعمل معهم فجاءنى يوما خادم، فقال لى: أمير المؤمنين يطلبك، فقمت معه موطنا نفسي على الهلاك فأدخلني وأنا أرعد، فلما صرت عند باب الإيوان قال لي الربيع: