للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنى أرى ذاك عند قدرك في ... نفسي وعينىّ ضربا من الغبن

أهكذا كان فى الوفاء أبو ال ... حارث كعب أو كان ذو يزن

أمنت من أن تعود عائدة ... من الليالي تردّ لي زمنى

ثم أكون الذى يجازى بما ... أولى أو ينطوى على دخن

فنلتقي والقلوب منكرة ... والودّ كالغيب غير مؤتمن

كأنّ ما كان فارطا فمضى ... من ودّنا في القديم لم يكن

ثم كان يوسف بن القاسم أقوم الناس بحوائج محمد بن زياد عند يحيى بن خالد أيام الرشيد، وأمر يحيى يدور عليه.

قال أبو بكر: وكتب يوسف بن القاسم الى محمد بن زياد: حفظك الله وحاطك، رأيتك أكرمك الله فى خرجتك هذه، رغبت عن مواصلتنا بكتبك وابلاغنا خبرك، وقطعتنا قطع ذي السلوة، أو أخي الملة، حتى كأنك كنت إلى مفارقتنا مشتاقا، وإلى البعد منا تواقا. فوقع بعدك بحيث تحبّ من جهتين:

احداهما حلاوة الولاية، والأخرى لذة الراحة منا، فان يكن ذلك كما رجوناه «١» قاطعناك مجملين، أو لبسناك على يقين. وان لم يكن إدلالا بهدية أعددتها لنا من ناحية عملك، فليس قدر الهدايا وان كثرت، ولا الفوائد وان جلّت؟ احتمال لوم الإخوان، اذ كانت الهدايا تراد لهم، والفوائد انما تنال بهم، والمباهاة بأعراض الدنيا يراد لخلطتهم. وما أدرى ما أقول في اختيارك ترك الكتب المحدّثة عن العتب بالاسرار المفهومة، حتى كأنها محادثة الحضور على تنائى الدور، والقلوب بها مشاهدة، وان كانت الابدان متباعدة، ولئن كذب فيك الرجاء لقديما عزّ الوفاء، وقد أصبتك من مرارة العتاب بما لا تقيم بعده على قطيعة ولا جفاء،