ولا ببعث سابح أو رائح ... ولا بد في الدّار غير بارح
ولا بوصف رائح وسانح ... ونازح شاق فؤاد نازح
وامدح فتى تزين مدح المادح ... نفس له ليست من الشحائح
وليس عود نبعة بقادح ... يلقى العفاة منه غير كالح
ذا نائل يملأ دلو الماتح ... فاز فأضحى وهو عين الرابح
بيوسف بن القاسم المنافح ... حتف شباه كلّ جلس طامح
فهو الفتى يضمر فى الجوانح ... ودا ونصحا لك غير رائح
ويا مرجى لحلول الفادح ... قد فسح الرحمن خير فاسح
فكن لمن يرجوك خير نافح
قال أبو بكر: حدّثنا محمد بن سعيد، قال: حدّثنى سليمان بن أبى شيخ قال لما كانت الليلة التى توفى فيها موسى أخرج هرثمة بن أعين هارون الرشيد فأجلسه للخلافة فدعى هارون بيحيى بن خالد [بن برمك] وكانا محبوسين فى حجرة معا في الرّواق، وكان موسى قد عزم على [قتله وقتل هرون الرشيد]«١» في صبيحة تلك الليلة ليصفو الأمر لابنيه، فوجه يحيى بن خالد إلى يوسف بن القاسم، وكان صديقه يخلف أباه في كل شيء فأمر بانشاء الكتب بخلافة الرشيد فكتب فى ذلك بأحسن كتب، ثم أمر الناس فى غد، فأشفق يحيى أن يتكلم الرشيد فيقصر، فقال ليوسف: قم فكلم الناس، فقال: إن الله بمنه ولطفه من عليكم معاشر أهل [بيت نبيه بيت] الخلافة ومعدن الرسالة، واياكم أهل الطاعة من أنصار الدولة، وأعوان الدعوة فى نعمه التى لا تحصى بالعدد، ولا تنقضي أمد