وهو نقد مهر عن أحمد إلي ابنة الحسن بن سليمان، فإن رأى الوزير أن يوقّع مع ما استحققته من أرزاقى بشهرين سلفا لشهرين فعل، فإنى أرجو أن أبلغ بذلك لعبده أحمد محبته، وأنال بغيته إن شاء الله.
فوقع يحيى إليه: هذه فضيلة فى أوليائنا وحقوق في ضيافتنا، فنحن بالقيام منهما دونك حريون، وبحظ نقلها عن مالك جديرون، وقد أمرت لأحمد ما سألت من المال بمسئلتك فيه، وزيادة الضعف استظهارا منى له ومؤكدا وأمرت باستحقاقك لشهرين من مال السلطان أعزه الله ومثله صلة من مالي، وأنفذت اليك بذلك كله رقاعا بخطى إلى من يقبض ذلك منه، فأما السلف من مال السلطان فلا سبيل إليه، ولا أعرف جعفرا بتارك أحمد إليك ولا الينا كما لم يترك الفضل قاسما إن شاء الله، وفي أسفل الرقعة من شعر يحيى:
عندي لمثلك احسان وتكرمة ... فثق بذلك منّى وابسط الأملا
اعمل على ثقة إنى أنا رجل ... لا أمنع المرء موجودا إذا سألا
وإن عندى لك الحسنى ونافلة ... بنصح غيبك اذ لم تبغ بى بدلا
فكتب اليه يوسف بن القاسم:
فهمت ما قلت فى برّي ومنزلتى ... ونصح غيبي وبسطي نحوك الأملا
ولم أزل منك من أمرى على ثقة ... لا ابتغي بك ممن قد ترى بدلا