ووقع الى بعض ولده: اياك وصحبة فلان، وإن كان قريب النسب منك، فإنه بعيد الشبه بك، فقد يفسد على الإنسان بعض جسده فيقطعه، وهو اولى به وأقرب.
وكتب في فصل آخر: حاصله ومؤخره وغير محتسبه، فأبقى الله لك ما أنت فيه، وحقق ظنك فيما ترجوه، وتفضل عليك بما لم تحتسب.
ووقع: إنّ إساءة المحسن أن يكفّ عنك إحسانه، وإحسان المسيء أن يكفّ عنك إساءته، وابعد ما بينهما! ووقع الى رجل كذّبه في شيء: لو صوّر الصدق لكان أسدا، ولو صوّر الكذب لكان ثعلبا، وما صاحباهما ببعيدين من هاتين الصورتين.
قال أبو بكر: وجدت بخط محمد بن عبد الله اليوسفى أن عباسا غلام أبى الوفاء جنى جناية خاف أبا القاسم يوسف فيها خوفا شديدا فتحمل عليه با بنيه القاسم وأحمد، وكتب في أمرهما «١» رقعة الى أبيهما القاسم فوقع في رقعتهما:
لولا رعاية عباس وحرمته ... وقولكم لفجعناه بصحته
وما انبرى بائعا بالجور بسطته ... ولم يخف سطو رب فوق سطوته
قال الصولى: بائعا يعنى فاتحا يديه، كأنه يبوع ثوبا أو حبلا يقيسه بباعه
وقد وهبنا لكم عدوى جريرته ... ان لم يعد بعدها فى مثل فعلته
ومن يجز باغترار حدّ قدرته ... يكن صريعا وشيكا تحت غرته
قال أبو بكر: حدّثنا محمد بن الفضل بن الأسود، قال: حدّثنا على بن محمد النوفلى قال: كان ليوسف أبى أحمد بن يوسف غلام أسود متأدب نشأ فى الأعراب، فتولع بجارية لبعض أهلنا، فشكاه اليه، فضربه وحبسه، وحلف ألا يطلقه إلا بعد شفاعة من شكاه فيه، فترك ذكر الجارية فقيل له: ويحك أتحبك الجارية