للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإضافة التى تجعلنا نتمسك بكتاب الأوراق وندع كتابا آخر فى تاريخ ما ذكره الصولى، أننا نقرأ كتابا بقلم أديب يسجل الترعات الإنسانية الدفينة لأناس كتب على أحدهم أن يكون خليفة، أو أميرا، أو وزيرا أو نديما..، فطفحت منهم الأنا الحقيقية بما فيها من سوء وشذوذ، وحب وكره، وحقد وسماحة، وتكالب وزهد، إنهم أبطال مسرح الحياة، بعد أن انتهى دورهم من فوق خشبة المسرح السياسى، إنهم بشر.

ستقرأ لأديب يجعلك تلمس ما يدور فى ردهات القصر كأنك جالس فى القصر، وتقرأ ما يدور فى الشارع وفى البيوت وفى نفوس الناس كأنك مواطن عباسى بغدادى يعيش القرن الرابع الهجرى.

ثانيا: أشعار أولاد الخلفاء وأخبارهم يقع هذا الجزء فى ثلاث وثلاثين وثلاثمئة صفحة، نظرا لكثرة من سيتحدث عنهم الصولى، ويقول فى مقدمته: قال أبو بكر محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس الصولى: قد فرغت من أشعار الخلفاء وأخبارهم [مما يؤكد كلامى فى ترتيب الكتاب] وهذه أشعار أولاد الخلفاء وأخبارهم ثم نتبعهم بأشعار سائر بنى العباس، ثم نتبع ذلك بأشعار ولد أبى طالب، ثم أشعار من بقى من بنى هاشم، إن شاء الله وفى الهامش تعليق من المحقق يقول فيه: ما وجدنا فى النسخة الخطية إلّا أشعار أولاد الخلفاء، وقليلا من أشعار بنى العباس (٢٨) .

لقد تآزر على كتاب الصولى مشاغله وتقلبه بين حالتى الغنى الفاحش، والفقر المدقع، وضيق وقته، وتغير مزاجه، بالإضافة إلى إهمالنا فى حق تراثنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>