وقال أيضا:
تركتك والهجران لا عن ملالة ... وردّدت يأسا من إخائك في فكرى
وألزمت عزمى عن فراقك خطة ... حملت لها نفسى على مركب وعر
وإنى وإن رقت عليك ضمائرى ... فما قدر حبى أن أذلّ له قدري
سأخمد منى ما حبيت عزيمتى ... ويعجب طول الدهر هجرك من صبرى
وقال يمدح الفضل بن سهل ذا الرياستين:
قد أمنّا بك يا ... فضل من الدّهر العثارا
وأتيناك اختيارا ... لك لم نأت اضطرارا
وكتب الى محمد بن نوح العمركى:
كتبت اليك في ظهر لعلمى ... ومعرفتى بحبك للظهور
وعندي شادن من نسل كسرى ... رخيم الدّل كالرّشأ الغرير
تعشق حسن صورته الأمانى ... وتجرحه إشارات الضمير
ولا عيش يكون لنا إذا لم ... تكن معنا فرأيك فى المصير
كلاك الله من شين وحين ... وحاطك من ملمات الدّهور
وقال أيضا:
ظهر الفراق فأظهرى جزعا ... ودعى العتاب فإننا سفر
إنّ المحبّ يصدّ مقتربا ... فإذا تباعد شاقه الذكر
يتهاجران لستر أمرهما ... ولقد يدلّ عليهما الهجر
وقال وهو من طريف شعره:
أصبحت مخمورا أحدّث عن نفسى ... ومالى من علم بما كان بالأمس