ومن كلامه: من اتّسع في الإفضال اتسعت به الأقوال: من شاكر مثن، ومادح مطر. ولسنا نصفك بما يعنّ لنا ويذلّ على ألسننا مما يتقرب به ذو الرغبة، ويضرع اليه ذو الرهبة؛ لاستنزال مرغوب أو استيجاب «١» مطلوب.
ولكننا ننطق عن سيرتك بافصاح، ونبين عنها بايضاح، فنكف شغب الكائد ونطيل «٢» نفس الحاسد.
ومن كلامه:
كفى عارا على راغب أن يعدل برغبته عن الأمير، اذ كانت عائدته تشير اليها، وتقف راجية اليها. فالقصد بها حيث يومى لها، من منبت رافع، ومسرح واسع، أولى براجى نجاحها، وتصديق الأمل فيها، من إيقافها على حيرة، وإقحامها في شبهة لم يضح نهج السبيل اليها، ولا نصبت أعلام جود عليها:
فأقل ما فى الأمير من كرم الخلال يربى على كثير من فنون المقال، فجهد المادح له أن يبلغ أدنى فضله كما أن غاية الشكر أن يجزى أيسر نعمه. فأطال الله مدته، وأدام له دولته، وتمم عليه نعمته.
ومن كلامه يعتذر الى بعض الاخلاء لي ذنوب إن عددتها جلت، وان ضممتها الى فضلك حسنت. وقد راجعت إنابتى، وسلكت طريق استقامتى. وعلمت أن توبتى في حجتى، وإقرارى أبلغ فى معذرتى فهذا. مقام التائب من جرمه، المتضمن حسن الفيئة على نفسه.
فقد كان عقابك بالحلم عنى، أبلغ من أمرك بالانتصاف منى، فإن رأيت أن تهب لى ما استحققته من العقوبة، لما ترجوه من المثوبة، فعلت إن شاء الله.