ومن كلامه: أنت السيد العالى شرفه، المتناهى كرمه، لا تتخطاك همة، ولا تقصر عنك رغبة. اذ بنت بالفضل على من تقدمك، وحميت غايتك ممن يقفو أثرك.
فأنت لأهل دهرك ميل، وللكاتبين بعدك مثل. ولك عندى عارفة أسألك استتمامها، فإنك تعود فى المعروف بأحسن من بديتك. فدانى جودك قريب من اجابتك.
قال أبو بكر: وأكثر أشعاره فى جار له يكنى أبا جعفر يعمل فيه أشعارا مضحكة، فمن ذلك:
افخر أبا جعفر ان كنت مفتخرا ... فقد نبهت وصرت العدل والحكما
وابعث الى قبر قوهى من يبشره ... ومن يقول سقيت السح والديما
أبلغ صداه وغلغل فى مسامعه ... أنى حظيت وأن الشأن قد عظما
وقد ظللت وما ان كنت آمله ... بالبرستان وفيمن حلها علما
وقد أذاع مديحى شاعر فطن ... خلو القريض وما حاشى وما احتشما
قال أبو بكر، وهو القائل لهذا أو لغيره:
أنت كالعنقود والث ... علب وثاب مناهض
قال لمالم ينله ... أنت يا عنقود حامض
وقال أيضا:
اليك اعتذارى من مديحك تائبا ... أبا جعفر ان كنت فيه مقصرا
على أننى ما كنت أبلغ كنهه ... ولو كنت فيه الشنفرى وابن أحمرا
فصفحا وعفوا أن تشاء عقوبة ... وان كنت عندي فى العقوبة اعذرا
وهو القائل يتولع بأبى جعفر هذا:
يبدى الترهّد للورى وضميره ... هلك الورى أخيارها وشرارها