إذا أنت جاوزت أمرأ السّوء لم تزل ... غوائله تأتيك من حيث لا تدرى
وفينا وإن قيل اصطلحنا تضاعن ... كما طرّ أوبار الجراب على النّشر
ثم قلت إن سيدنا أطال الله بقاه نشأ فى حجر الصواب، فمن أين له تمنى حبيش؟ فقال لى من حيث لا يطيف براويه عيب، فقلت لو أن أبا عمرو بن العلاء روى هذا لكان أخطأناسه «١» فقال: إن الطبرى يقول هذا فى كتاب تاريخه «٢» فقلت له: الطبرى ليس فى الغريب مثله فى غيره روى الأصمعى وأبو عبيدة وابن الأعرابى وأبو عمرو الشيبانى
تمنى نئيشا أن يكون أطاعنى
ومعناه أنه تمنى شيئا «٣» بعد مافاته يقال رأى هذا نييشا إذا رآه فى آخرة وقد فات، قال بلال بن جرير:
كم ناصح قد قال لى وما وشا ... إنّك لم تنأش لوصل منأشا
يقول لم تطلبه فى أوله وأنشدته:
تناءت عنكم عدس بن زيد ... فلم يعرفكم إلّا نييشا
يريد إلا اخيرا فقال لى فلعل الوراق أخطأ عليه قلت لا ولكن الطبرى رأى نبيشا فى كتاب ولم يدر ما هو فظنه حبيشا اسم رجل وهذا الشعر لنهشل بن جزى «٤» النهشلى وهو فى الخزانة فوجه فطلبه فلم يجده