فرعتم فى بنى الأحرار طورا ... يطول الرّعن فيه ذا رعين
وزادكم محمّدكم علوّا ... ويعقوب شريف الجانبين
ورثتم عنهما كرما وفضلا ... كذاك يجىء نجل الفاضلين
لقد أصلحتم ما بين دهرى ... على رغم العدى كرما وبينى
سأقضى فى مديحكم حقوقا ... كما يقضى حقوق الوالدين
فوصلنى الجماعة على هذا وشكرونى سوى الوزير، فانه كان عنده بمنزلة أردإ الشعر وأوضع المدح ثم رأى السلطان وابن رايق أن يحلوا ما عقدوه من أمر البريدى وينقضوا ما أبرموه، فخلع على أبى إسحاق محمد بن أحمد الاسكافى للوزارة، يوم الاثنين لاحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى، وصرف به أبو جعفر بن شيرزاد إلى منزله وصح عند السلطان عزم البريدى على قصد الحضرة فى جميع رجاله، وذلك لمهانة ابن رايق ومطالبة ألف من الأتراك البجكمية له بأرزاقهم فلم يحسن أن يتلافاهم وترفق بهم، حتى شذوا عنه ومضوا إلى البريدى