للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى واسط، وكان الترجمان يزعم أنه هو الذى أصلحهم له وأفسدهم على السلطان، فقووا نفسه وزينوا له ورود الحضرة، فركب المتقى لله الظهر فى يوم الثلاثاء، ثانى اليوم الذى خلع على القراريطى فيه للوزارة وأمر بالنداء فى العامة بلعن البريديين، وتحريضهم على قتالهم. وبين يديه مصاحف منشورة فسار من داره إلى الجسر وركب الماء وعاد إلى قصره وأمر باصلاح العرادات والمنجنيقات حوالى داره، وحفر خندق والحاجب فى الوقت سلامة واستدعى ابن رايق العيارين، فكان ذلك خطأ من رأيه عظيما وخرج أبو الحسن على بن محمد البريدى من واسط يوم الاثنين لليلتين خلتا من جمادى الآخرة ولما قرب من بغداد بلغ الخبز فى عسكره رطلا بدرهم ثم لم يوجد وفتح العيارون السجون، وكان هذا من فعل ابن رايق توطئة لما يريد البريدى، لكثرة العيث من العامة وغلبتهم على التجار واهل البيوتات. وعبر أصحاب البريدى نهر ديالى، فحاربهم القرامطة وبدر الخرشنى ساعة ثم انهزموا وفى الوقت الذى ركب الخليفة الماء من الجسر ورجع إلى قصره انقطع الجسر وانخلع الكرسى وهو مملوء بالنظارة، فغرق خلق كثير من رجال ونساء وصبيان وفى يوم الخميس لسبع بقين من جمادى الآخرة انهزم جيش ابن رايق والعامة، وغرق من العامة بين يدى النجمى خلق كثير لا يضبطهم