للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى سيف الدولة فى جماعة من الاتراك فاضطرب عسكر توزون لذلك فخاف أن يهزم، فحمل عليهم فى نحو ثلاثمائة غلام وحقق وحققوا معه، فما هابوا سيفا ولا رمحا حتى أزالوهم وهزموهم، فولوا هاربين وتبعهم ولم يوغل ولا أبعد، خوفا على اضطراب باقى عسكره وسواده وقد كان ناصر الدولة قال لأصحابه: إن انهزمتم فلا يرينى أحد منكم وجهه فما قبلوا ذلك، وصاروا إلى الموصل وأصحابهم معهم وظهر أبو جعفر، بعد أن كان استتر يوما، وهنأه الناس بالفتح.

ورأى توزون أن يمضى إلى الموصل، وكاتب الخليفة بأنه عبده ولا خلاف عليه منه، فما قبل ذلك فرحل الأمير توزون إلى الموصل لا يلوى على شىء، وبلغ الخليفة وابن حمدان ذلك، فرحل إلى نصيبين، وحوى توزون الموصل وما فيها من الأطعمة وعسكر خارجها على أن يقصد نصيبين ويوقع بمن فيها، وكتب إلى ابن حمدان فى إنفاذ الخليفة اليه فكره الخليفة أن يصير إليه بعد ما فعله فأسرع من نصيبين إلى الرقة فى أصحابه الذين خرجوا من بغداد معه، ومعه من الكتاب وزيره على بن محمد بن مقلة وأبو إسحاق القراريطى وأحمد بن عبد الله الأصبهانى والحسن بن هارون وأبو محمد الحسن بن احمد المادرانى وعبد الجبار بن الحسن النفرى كاتب دار السلطان مستنجدا بابن طغج وكتب بذلك اليه وكتب الأمير توزون إلى أبى جعفر بن شيرزاد فى اللحاق به فلحق به إلى الموصل واعتمد فى خلافته ببغداد على أبى عبيد الله أحمد بن محمد