فبادر الناس ليخلصوا أمتعتهم فكان كل من أخرج شيئا نهبه الخرابون ومن يعينهم من العيارين، فما وصل الناس إلى شىء من أمتعتهم وسار أحمد بن بويه الديلمى يريد بغداد، وحدر أبو جعفر إقبالا غلامه فى الماء ومعه الطيارات والزبازب، ليمنع الديلمى من الماء، وكان ذلك من أجل الآراء وكان ذلك سبب الفتح وهزيمة الديلمى، ووقعت الحرب فى الجانب الغربى من حدود قباب حميد أياما متوالية والامير توزون يرى أن يستجرهم إلى قرب بغداد، لتقرب عليه الميرة إلى أن عبر بهم نهر ديالى، فصيره بينه وبينهم. وذلك برأى أبى جعفر بن شيرزاد، وجاء الديلمى حتى نزل حياله وهو بلا زاد، وقد ذبح جماله وجاع أصحابه ومنع مع ذلك من الماء، وكان المعروف بابن أبى على اللص قد صار فى جملة الديلمى وجمع أبو جعفر أموالا فحملها إلى الأمير توزون فقويت بها نفوس أصحابه، وأثبت جماعة من العيارين فأنفذهم فى الماء، ليرموا بالمقاليع، فكانوا يعطعطون بالديلم ويمنعونهم مع إقبال من الماء حتى هلكوا جوعا وعطشا، وعلم الأمير بما هم فيه من ذلك وأمر أبا الدفين الاعرابى أن يعبر إليهم، وعبر جماعة من الاكراد ومتسرعة من قواد الأمير توزون وغلمانه، فولى الديالم هاربين فى الساعة الخامسة من يوم الأحد لأربع خلون من ذى الحجة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة واستأمن إلى الأمير جماعة من وجوه الديلم وقوادهم، وظفر