وحوله جماعة فجاء ابن المعتز يسلم عليه، فقام اليه وأجلسه مكانه، فداس قلما فكسره، فقال على البديهة:
لكفىّ وتر عند رجلى لأنّها ... أبادت قتيلا ما لأعظمه جبر
وكنا يوما نتغدى مع عبد الله بن المعتز وغلام يذب عنا، فأصابت المذبة رأس رجل على المائدة بالسهو من الغلام، فقال عبد الله من وقته:
قل لمن ذبّ ذبّ نفسك عنّا ... حسبنا منك أو فحسبك منّا
ودخلت يوما على عبد الله بن المعتز وقد هدم أكثر داره وهو ينظر إلى الضناع وكيف يبنون قبة له، فكأنى أشفقت من الغرم مع قلة الدخل، فأومأت بالقول إلى ذلك، فأنشدنى مساعد الى:
ألا من لنفس وأشجانها ... ودار تداعت بحيطانها
أظلّ نهارى فى شمسها ... شقيّا لقيّا ببنيانها
تسوّد وجهى بتبييضها ... وتخرب مالى بعمرانها
وكنا يوما عنده فقرأ شعرا رديئا لمتوج بن محمود بن مروان الاصغر بن أبى الجنوب بن مروان الا كبر، وكان شعرا رديئا جدا. فقال أشبه لكم شعر آل أبى حفصة وتناقضه حالا بعد حال؟
فقلنا إن شاء الأمير.
فقال كأنه ماء سخن لقليل «١» فى قدح، ثم استغنى عنه فكان أيام