فاسمع فانّى للصّبوح عائب ... عندى من أخباره عجائب
إذا أردت الشّرب عند الفجر ... والنّجم فى لجّة ليل يسرى «١»
وكان برد والنّديم يرتعد ... وريقه على الثّنايا قد جمد
وللغلام ضجرة وهمهمه ... وشتمة فى صدره مجمجمه
يمشى بلا رجل من النّعاس ... ويدفق الكأس على الجلّاس
ويلعن المولى إذا دعاه ... ووجهه إن جاء فى قفاه
وإن أحسّ من نديم صوتا ... قال مجيبا طعنة وموتا
وإن يكن للقوم ساق يعشق ... فجفنه بجفنه مدبّق
ورأسه كمثل فرو قد مطر ... وصدغه كالصّولجان المنكسر
أعجل عن مسواكه وزينته ... وهيئة تبصر حسن صورته
كأنّه عضّ على دماغ ... متّهم الأنفاس والأرفاغ
يخدمهم بشفشج محلول ... ويجعل الكأس بلا منديل
فان طردت البرد بالسّتور ... وجئت بالكافور والسّمور
فأىّ فضل للصّبوح يعرف ... على الغبوق والظّلام مسدف
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute