للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أتهضمنى حقّا تراه مؤخّرا ... لحكم إلهى حين صرت مقدّما

سننت انتقاض العهد فاصبر لمثله ... بنقضك من عهدى الّذى كان أبرما»

حدّثنا عمرو بن تركى القاضى قال حدثنا القحذمى، قال كتب عيسى بن موسى إلى المنصور حين ألح عليه فى الخلع، وطرح عليه من أهل خراسان من هدده بالقتل:

«لو سامنى غيرك ما سمتنى، لا ستنصرتك عليه، ولا ستشفعت بك اليه، حتى تقر الحرم مقره، وتنزل الوفاء منزلته، ونحن أول دولة يستن بعملنا فيها، وينظر إلى ما اخترناه منها، وقد استعنت بك على قوم لا يعرفون الحق معرفتك ولا يلحظون العواقب لحظك، فكن لى عليهم نصيرا، ومنهم مجيرا، يجزك الله خير جزائك عن صلة الرحم، وقطع الظلم إن شاء الله» «فأجابه المنصور» لولا أنك تسام النزول عن حق لك، وواجب فى يديك لزال الضرع اليك، والتحمل عليك. ولولا أنى أخاف أن تسبق أيدى هذه العصبة من أهل الدولة اليك، لما كلفتك شاقا ولا حملتك مكروها، ولكنى عندك بالنصح لك والاشفاق عليك فى جنبة من لا يرضى منك إلا بارادته، ولا يستمهل أيامك لسرعته، وما الذى أسمو بك اليه بدون الذى يستنزلونك عنه، والله يوفقك ويحسن الاختيار لك»