فلما قرأ عيسى كتابه قال:
فررت اليك من محن اللّيالى ... فسلّطت الخطوب بما شجانى
فكنت كمن شكا رمضاء حرّ ... تلذّع بالّتى تحت الدّخان
تعجّل نصرتى وتحرّ حقّى ... ومن يرضى المغيّب بالعيان
ولم ير مثلك الرّامون طرفا ... يكلّف ظالعا سبق الرّهان
إذا ما كنت للغاوين كهفا ... تعينهم فللت شبا لسانى
ولو أنّى تطاوعنى أناتى ... وتسعدنى على رفض الهوان
لما عطف الزّمان عليك ودّى ... ولم ألجأ اليك من الزّمان
محوت بما أتيت تبوت حقّى ... وما تمحو سوى آى القران
ولو طاوعت فيك مقال غاو ... لنلت مطالع النّجم اليمانى
وأسلمت الخطاب إلى بليد ... يجادل عنك منقطع البيان
ولكنّي صبرت النّفس أرجو ... دنّوا من بعيد غير دان
يكون من استجارك من ملّم ... كمحول على طرف اللّسان «١»
يبيت مقلقلا يطوى حشاه ... على همم بعدن من الأمانى «٢»
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute