للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

: كخيرِ الرِّجالِ / منْ رجلٍ، لمْ يُفتِّشْ لنَا كنفًا (١). فهذه الكناية بمعنى تلك.

ومثلُه في حديثِ عائشةَ ووصفَتْ رجلًا بالعِفَّةِ فقالَتْ: ما كشَفَ عن كَنَفِ أُنثى قَطُّ (٢). أي أنَّه لمْ يكنْ مِمِّن يَشتغِلُ بالنِّساءِ، ولَا لهُ فيهِنَّ مذهبٌ، فعبَّرتْ عن ذلك بكشفِ الكَنَفِ، وهو الثَّوبُ الَّذي يَكنِفُها أي: يستُرُهَا، ومنه قولهم: في كنفِ اللهِ وحفظهِ، أي: سِترِه.

حدَّثَنا بحديثِ عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو: أبو الحُسينِ سِراجُ بنُ عبدِ الملكِ الحافظُ (٣) -/ بِقراءتِي عليه- قال: حدَّثنِي أبي (٤)، ومحمَّدُ بنُ مُحسِنٍ الفقيهُ (٥)، قالا: ثنا القاضِي / يُونُسُ بنُ عبدِ اللهِ (٦).


(١) أخرجه البخاري (٥٠٥٢).
(٢) أخرجه البخاري (٤١٤١، ٤٧٥٧)، ومسلم (٢٧٧٠)، من حديث عائشة في قصة الإفك، ولفظه: « ... وَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي قِيلَ لَهُ مَا قِيلَ لَيَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا كَشَفْتُ مِنْ كَنَفِ أُنْثَى قَطُّ».
(٣) سبق ترجمته.
(٤) أبو مَرْوان عبد الملك بن سِراج بن عبد اللَّه بن محمد بن سِراج، الأُمَويّ، مولاهم القُرْطُبيّ، إمام اللُّغَة بالأندلس، غير مُدافَع، (ت: ٤٨٩ هـ). ينظر: «تاريخ الإسلام» (١٠/ ٦٣١)، و «سير أعلام النبلاء» (١٩/ ١٣٣)، و «الديباج المذهب» (٢/ ١٧).
(٥) محمد بن المحسن بن قريش بن زيد بن قريش أبو البركات الزيات سمع أبا طاهر المخلص، والحسن بن القاسم الدباس، وابن الصلت المجبر. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا. (ت: ٤٥٤ هـ) «تاريخ بغداد» (٤/ ٥٠٣)، و «تاريخ الإسلام» (١٠/ ٥٤).
(٦) يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث بن محمد بن عبد الله، قاضي القضاة بقرطبة، أبو الوليد ابن الصفار، شيخ الأندلس في عصره ومسندها وعالمها. روى عنه أبو عبد البر، وأبو محمد بن حزم الحافظان، وكان زاهدًا فاضلًا يميل إلى التحقيق في التصوف وله في مصنفات ومن كتبه كتاب: «المنقطعين إلى الله» (ت: ٤٢٩ هـ). ينظر: «بغية الملتمس» (ص: ٥١٢)، و «تاريخ الإسلام» (٩/ ٤٦٦).

<<  <   >  >>