(٢) حديث حسن؛ أخرجه مجاهد في التفسير (ص ٦٤٢)، والترمذي في الشمائل (٢٤٠)، والثعلبي في الكشف والبيان (٩/ ٢١٠)، والبيهقي في البعث والنشور- تحقيق أبي عاصم الشوامي- (٩٢٠)، والبغوي في التفسير (٨/ ١٤)، وفي الأنوار (٣٢٠)، من طريق مبارك بن فضالة .. وابن بشكوال في غوامض الأسماء المبهمة (٢/ ٨٥٤)، من طريق جرير بن حازم .. كلاهما (مبارك بن فضالة، وجرير بن حازم) عن الحسن البصري قَالَ: أَتَتْ عَجُوزٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ، فَقَالَ: يَا أُمَّ فُلانٍ، إِنَّ الْجَنَّةَ لا تَدْخُلُهَا عَجُوزٌ قَالَ: فَوَلَّتْ تَبْكِي فَقَالَ: أَخْبِرُوهَا أَنَّهَا لا تَدْخُلُهَا وَهِيَ عَجُوزٌ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (٣٥) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (٣٦) عُرُبًا أَتْرَابًا} [الواقعة: ٣٥ - ٣٧]. ولفظ جرير بن حازم: أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - عجوز فبكت فقال: إنك لست يومئذ بعجوز قال الله - عز وجل -: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (٣٥) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (٣٦) عُرُبًا أَتْرَابًا (٣٧) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ}. قلت: إسناده ضعيف؛ وعلته الإرسال. قال الزيلعي: مرسل ضعيف. اهـ، وقال ابن كثير: وهذا مرسل من هذا الوجه. اهـ ينظر: تخريج أحاديث الكشاف (٣/ ٤٠٧)، والبداية والنهاية (٨/ ٤٩٣). وأخرجه هناد في الزهد (٢٤) عن عبدة بن سليمان .. والطبراني في الأوسط (٥٥٤٥) - وعنه أبو نعيم في صفة الجنة (٣٩١)، من طريق مسعدة بن اليسع .. والدارقطني- كما في أطراف الغرائب (٤٥١٥) - من طريق أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي .. ثلاثتهم (عبدة بن سليمان، مسعدة بن اليسع، ويعقوب بن إبراهيم) عن سعيد بن أبي عروبة, عن قتادة, عن سعيد بن المسيب, قال: قلت له: أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمازح؟ قال: نعم أتته عجوز من الأنصار فقالت ادع ربك يدخلني الجنة, فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يدخلها عجوز» , ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فلما رجع أتى عائشة فقالت: يا رسول الله، لقد لقيت خالتك من كلمتك مشقة شديدة, فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن ذلك كذلك إن شاء الله تبارك وتعالى, إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكارا». لفظ عبدة بن سليمان، ووقع في حديث مسعدة: عن سعيد بن المسيب, عن عائشة، أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أتته عجوز ... الحديثَ، ولم يذكر لفظ: «خالتك». قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا سعيد بن أبي عروبة. اهـ وقال الدارقطني: غريب من حديث أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي، عن ابن أبي، عَرُوبة عن قتادة عنه. اهـ قلت: إسناده حسن؛ سعيد بن أبي عروبة اختلط، لكن عبدة بن سليمان حدث عنه قبل اختلاطه، وهو من أثبت الناس سماعًا منه كما قال ابن معين. ينظر: السنن الكبرى للبيهقي (٤/ ٣٣٦)، والمختلطين للعلائي (ص ٤٣)، والكواكب النيرات (ص: ١٩٣). وقد اختلف على سعيد؛ فأخرجه ابن الجوزي في كتاب الوفاء- كما في تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي (٣/ ٤٠٧) - من حديث خارجة بن مصعب، عن سعيد بن أبي عرُوبَة، عن قتادة، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَن عجوزًا دخلت فَقَالَت: ... الحديث. قلت: خارجة بن مصعب متروك، وقال ابن معين: ليس بثقة، وفي رواية: كذاب. ينظر: تهذيب الكمال (٨/ ١٦). وأخرجه الطبري في جامع البيان (١٦/ ٤٢٩)، وأبو الشيخ أخلاق النبي (١٨٥)، وابو نعيم في أخبار أصبهان (٢/ ١٠٧)، والبيهقي في البعث والنشور (٩١٧)، من طريق ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن عائشة قالت: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعِنْدِي عَجُوزٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، فَقَالَ: «مَنْ هَذِهِ الْعَجُوزُ يَا عَائِشَةُ؟ »، فَقُلْتُ: إِحْدَى خَالَاتِي. فَقَالَتِ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ فَقَالَ: «إِنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا الْعَجَزَةُ»، قَالَتْ: فَأَخَذَ الْعَجُوزَ مَا أَخَذَهَا، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يُنْشِئُهُنَّ خَلْقًا غَيْرَ خَلْقِهِنَّ»، ثُمَّ قَالَ: «يُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُلْفًا»، فَقَالَتْ: حاشَ لِلَّهِ مِنْ ذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: بَلَى إِنَّ اللَّهَ قَالَ: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا} [الأنبياء: ١٠٤]. قلت: إسناده ضعيف؛ من أجل ليث بن أبي سليم، غير أنه توبع: أخرجه الثعلبي في الكشف والبيان عن تفسير القرآن (٩/ ٢٠٩ - ٢١٠)، من طريق صفوان بن صالح، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا عبد العزيز بن الحصين، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عائشة وعندها عجوز من بني عامر ... فذكره بنحوه. قلت: إسناده ضعيف جدًّا؛ صفوان بن صالح يدلس تدليس التسوية، وكذا شيخه الوليد بن مسلم، وعبد العزيز بن حصين، قال البخاري: ليس بالقوي عندهم. وقال ابن معين: ضعيف. وقال مسلم: ذاهب الحديث. ميزان الاعتدال (٢/ ٦٢٧).