٣ - (الْأَعْضَاء الآلمة)
الْخَامِسَة: لتنظر أَولا هَل يكون يرقان إِلَّا والكبد عليلة فَنَقُول إِنَّه قد يكون اليرقان على طَرِيق البحران والكبد سليمَة وَقد يكون كثيرا إِذا فسد الدَّم كُله من لذع الْهَوَام أَو عَن الْأَطْعِمَة الْمُوجبَة لذَلِك من غير أَن يكون فِي الكبد سدة وَلَا ورم حَار. قَالَ: قد يكون إِذا ضعفت المرارة عَن الجذب للخلط المري وَهَذَا الضَّرْب غير الأضرب الَّتِي ذَكرنَاهَا. قَالَ: وَقد يكون إِذا امتلات المرارة وَلم تقدر أَن تجذب من الكبد لذَلِك المره وَرُبمَا لم تقدر أَن تجذب لسدة فِي مجْراهَا أَو لضعف قوتها الجاذبة. لى إِنَّمَا قَالَ: غير تِلْكَ الضروب الثَّلَاثَة لِأَنَّهُ قَالَ فِي لحق كَلَامه هُنَاكَ: إِن اليرقان يكون عِنْد السدد فِي الكبد وَمَا يكون عَن طَرِيق البحران وَمَا يكون من السمُوم والأطعمة الرَّديئَة. قَالَ: تفقد فِي اليرقان مَا يخرج بالبول وَالْبرَاز والعرق فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَ الثّقل شَدِيدا لانصباغ بالصفراء وَكَذَلِكَ الْبَوْل شَدِيد الصَّبْغ وَكَذَلِكَ الْعرق إِذا جمع فِي طرحها وَفِي الْحمام وَآخَرين لَيْسُوا كَذَلِك وَرَأَيْت رجلا أَصَابَهُ بحران بيرقان مكث فِيهِ وَلم يذهب فَلَمَّا تفقدت بَوْله وبرازه وجدتهما على تِلْكَ الْحَالة الطبيعية فَدلَّ ذَلِك على أَن الكبد سليمَة لَا عِلّة فِيهَا فقصدت إِلَى تَحْلِيل ذَلِك من الْجلد بالحمام بِالْمَاءِ الْحَار وَالتَّدْبِير الرطب وَأَن يجمع مَعَ رطوبته تلطيفاً للاخلاط فبرىء فَأَما من كَانَ يشكو مَعَ اليرقان مس الثّقل فِيمَا دون الشراسيف فَأنى أفتح سددهم بالأطعمة والأشربة والأدوية الملطفة ثمَّ أسهلهم مرّة صفراء بدواء قوي فيبرءون فِي مرّة وَمن لم يبرأ سقيته أَشْيَاء تفتح تفتيحاً أقوى ثمَّ أسهله إسهالاً قَوِيا حَتَّى أَنه يجد لذعاً وَتخرج مِنْهُ مرّة ينجليه فضلا عَن الصَّفْرَاء والحمراء فيبرءون الْبَتَّةَ وَالَّذِي يسْبق إِلَى ظَنِّي فِي مثله هَذَا)
اليرقان أَن المرارة امتلات فتمددت فَيعرض لَهَا مَا يعرض للمثانة إِذا امتدت من كَثْرَة الْبَوْل أَن يعصر الْبَوْل فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك يحْتَاج إِلَى شيءيخرج ذَلِك المرار مِنْهَا حَتَّى ترجع إِلَى حَاله الطبيعي اسْتَعِنْ بآخر هَذِه الْمقَالة إِن شِئْت.
الْمقَالة السَّادِسَة: إِذا اعتلت الكبد وَالطحَال حدث عَن ذَلِك يرقان أسود كَأَنَّهُ مركب من مرّة صفراء مخلوطة بفحم.
الميامر السَّابِعَة: اليرقان الْكَائِن على حد البحران الْجيد يذهب بالحمام سَرِيعا وبالدلك بالأدهان المحللة والأدوية الموسعة للمسام نَحْو دهن الشبث والبابونج ودهن الأقحوان وَنَحْوهَا من الأدهان. قَالَ: والأدوية الحارة تضر من بِهِ مِنْهُم حمى فَأَما من لَا حمى بِهِ وَبِه يرقان عَن سدة فتنفعه البزور المدرة للبول. قَالَ: من أَصَابَهُ يرقان بِسَبَب سدد فِي كبده فَإِنَّمَا تَنْفَعهُ الْأَدْوِيَة الَّتِي تجلو جلاءاً قَوِيا كَمَا أَن من أَصَابَهُ يرقان فِي كبده إِنَّمَا ينْتَفع بِمَا يشفي ذَلِك الورم فَإِن اجْتمعت سدد وورم فَيحْتَاج إِلَى أدوية تجلو وترخي وَيَنْبَغِي أَن تحذر عِنْد ٣ ((ألف ب)) ٣ (الْحمى والورم الْأَدْوِيَة القوية) والكائن عَن السدد يعالج وَيحْتَمل الْأَدْوِيَة القوية
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute