للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فِي الصلع وَحفظ الشّعْر) (وتطويله وإنباته وإنبات اللحى والحواجب وإنبات الشّعْر فِي جَمِيع الْمَوَاضِع) (الَّتِي تحْتَاج إِلَيْهِ وَلَو على كي القروح.) الأولى من الميامر قَالَ: ٣ (الصلع يكون عِنْد نَفاذ الرُّطُوبَة) الَّتِي تَسْقِي الشّعْر. لي قد ذكر فِي المزاج أَن الشّعْر يكون من بخار يتراكم وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهُ رُطُوبَة تسقيه كالحال فِي النَّبَات.

والصلع يكون من عدم البخار أَو من صلابة الْجلد حَتَّى لَا يُمكن أَن يخرج مِنْهُ بخار. لي مَا يعرض من قلَّة الصلع فِي النِّسَاء والخصيان وَعَدَمه فِي الصّبيان وكثرته فِي الْمَشَايِخ والشباب يدل على ألف ي أَن للرطوبة فِيهِ فعلا قَوِيا. لي: رَأَيْت عماد علاج ابْتِدَاء الصلع على شَيْء جملَته هَذِه: ذَلِك الرَّأْس حَتَّى يحمر ثمَّ يطلى بشحم البط أَو شَحم الدَّجَاج لَيْلَة ثمَّ يطلى بالتفسيا والزفت واللذان وَالشرَاب والمصطكي والدهن يجْرِي مَا يجب. وَيتْرك لَيْلَة ثمَّ يغسل بِالْمَاءِ الْحَار ويعاد عَلَيْهِ التَّدْبِير أَو تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة فَإِن احْمَرَّتْ من التفسيا والزفت فَدَعْهُ أَيَّامًا وَاسْتعْمل الشحوم خَالِصَة حَتَّى يسكن اللذع ثمَّ عد فِيهِ.

قَالَ: وَمن

٣ - (علل الشّعْر فِي تساقطه)

تخلخل الْجلد وَالْغَرَض فِي علاجه تَقْوِيَة جرم الدِّمَاغ وجذب دم جيد إِلَيْهِ فَذَلِك لَا يجب أَن يعالج بالأدوية الَّتِي ترطب بل بالأدوية الَّتِي تقَوِّي الدِّمَاغ وَمِنْهَا مَا يقبض بِمَنْزِلَة اللاذن فَإِنَّهُ قد جمع ذَلِك وَلذَلِك اللاذن إِذا خلط بالدهن وادهن بِهِ منع من تساقط الشّعْر وليتقدم قبل ذَلِك بدلك الرَّأْس حَتَّى يحمر.

ويعرض تمرط الشّعْر للناقهين كثيرا.

وأجود دهن يذاب بِهِ اللاذن دهن شَجَرَة المصطكي فَإِنَّهُ مثله فِي طبعه وَلست أطمع أَن أجد دَوَاء أَجود من دهن شَجَرَة المصطكي الْمُذَاب فِيهِ اللاذن لتساقط الشّعْر.

فَإِن كَانَ الشّعْر يتساقط جدا وَهُوَ قَلِيل صلابة الأَصْل فَاجْعَلْ بدل دهن المصطكي دهن الآس لِأَنَّك حِينَئِذٍ تحْتَاج إِلَى قبض أَكثر أَو دهن الناردين فِي الشتَاء وَقد اكتفيت فِي علاج تمرط الشّعْر بِهَذِهِ العلاجات ودبرت أَصْحَابهَا تَدْبِير الناقه وَاحْذَرْ الأدهان الْبَارِدَة والقوية الْقَبْض والأطلية الَّتِي هِيَ كَذَلِك وخاصة فِيمَن كَانَت تسرع إِلَى رَأسه النزلات فَإِنَّهَا رُبمَا جلبت بلَاء عَظِيما.

<<  <  ج: ص:  >  >>